حكيتُ , و تركنِي .



الصبَاحاتُ دائماً تشتَهِيْ أنْ تُعانِقُ الذّكرَى ,
أحاوِلُ أن لا أولّيَ لها اهتِمام / تُحاوِلُ صفعي .. لا أنجُو مِنها و لا أبكِي
أودّ أن أرتَكِبَ جريمَة كُبرَى , لـ كي تعبثَ بها ذاكرتي كل صباحٍ.. و تنسَاك
اتَعِي إلى أيّ "حالة" وصلت ؟ و إلى أيّ "مأزِقٍ" أحاوِل التشبّثَ بـ أطرافِه ؟ 
اتعلَمُ ! حينَ نعثُرُ على ضَالّتِنا , نغدُو كأنّنا أطفالٌ صِغار عثَرُوا على لُعبةٍ أو حلوى , 
الفرقُ هُنا ! بـ أنّهُم يبكُونَ لـ يتشبّثُوا بِها أكثَر . و نحنُ .. نتشبّثُ بها لـ كي نبكيَ عليهَا أكثَر
و ها أنا الآن ., لا أعرِفُ إلا أن أبكِيكْ . حتماً .. لن أعرِفُ سواها
ازفِرُ الـ "هه" . لا أعلَم .. أهِيَ ضِحكةُ ساخِرة .. ؟
أو صرخَة مُغلّفَة بـ تصنُّعِ .. أنّنا مازِلنا .. بـِ خير ! نحنُ بخَير لـ الحدّ الذي نبتَسِمُ و نضحَكُ فيه حتى بـ وقتُ إنكسارِنا !. 
تماماً مِثلُ لُعبَة التّظاهِر حينَما نُمارِسُها علناً .. على أرواحِ بعضِنا البَعضْ
فقد تمتمتُ مرّه : 
الأيتامُ هُنا كُثار ! و أنا إحداهُن وَ أوّلهُنّ و آخِرُ محطّاتِ أملَهُنّ
جميعُنا نضحَكُ , و لانبكِي أمام بعضِنا . جميعُنا نبكي .. و لانقدِرُ على الضّحِكَ في الخلف . !! يا لـ البُؤس !
هَا أنا أيّها المدعوّ هُنا . 
أقُولُ لكَ و بـ القلبِ المليَانِ شقُوق دامِيَة : أيّ قلبٍ أورثتنِي إيّاه !! 
تعلّقتُ بـ أغنِياتِكَ و أشيائُكَ .. صدّقتُكَ جِداً
و لَم أصدّقُ معلمتِي عندمَا قالتْ لي حينَ وفاةُ والدِي مواسيَة : الأحبابُ جميعهُم يرحَلُون
اتعرِفُ شيئاً ! 
نعَم انتُم راحِلُونَ .. و لكِن لكُلّ رحيلٍ مقامات .. و لن تَكُونَ بـ مقامِ رحيلُ أبي أبداً (: . 
فقد أورَثنِيْ الكثِير من التفاصِيل التِي سرقتَ أكثَرُها .. و هرَبتَ مُختبِأً بـ أيدي قَدَر لم يمسُّ شيئاً مِنكَ إلاّ بـ إذنك
حتماً .. أحتَاجُ لـ معزُوفةٍ هادِئَة .. و قارِب في وسطِ مُحيط .. و كأسُ نِسيانٌ مُرّ ..
و ....... لا أحَد . ربّما لاأستَطِيعُ أن ارتَكِبَ حماقَة لـ تُنسِيَنِي أيّاكْ ..
فَ كُل الطّرُقُ تُؤَدِي إلى , ذَاكِرةْ و صُبح و صوتُ فيروز أنهكَها الشّجن ..
كلّ الطّرُق سَ يقُودها قلبِي الذي اورَثتنِي إيّاهْ .. !
.
- أركانُ غرفتِي تهمِسُ لي الآن : احكِ لهُ كثيراً عنكِ . أجبتُ بـ صوتٍ مبحُوح : حكيتُ , و تركنِي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق