و للنِهاياتِ بِدايةْ

و انتَهينا،
كَتلكَ القِصَص المُبتَذلة حَدّ الضَجر،
كقُصاصاتِ وَرق مُراهقةٍ كَبِرتْ،
كَالأحاديثِ الجَانبيةِ للصِغارْ،
كَكل التَفاصيلِ البَسيطةِ التي كَانتْ
تَسُدّ البُعدَ بَيننا..
انتَهينا..
--
اللّيلةْ،
أَولُ لَيلةٍ في غَابةِ الفراقْ..
جَمعُ الأَشباحِ مِن حَولي
و الشَمسُ سَكيرةٌ لا تُريد أن تَطلعْ..
--
ماتَتْ
عَلى حَائِطنا الأمَانيْ
و سَقط الغَمامْ،
بَكتْ القَوافيْ
و أسْرابُ الحَمامْ..
عَلى مَقصلةِ المَساءْ
غَفى صِغاري
و ما أَجّلنا مِن أَحلامْ..
--
صَمتاً
صَمتاً
صَمتاً
أيّها النَايْ،
لم يَعُد يَأتي هوَ
فَلِما كُل ذلكَ الشَجَنْ..؟
لِما يَختِلطُ صَوتُك مع عَبقِ اليَاسمينْ
و ذلكَ الخاتَم
و السَرابْ..؟
صَمتاً
أيّها النَايْ،
فَلم يَبقى في بَيتِنا أحَدْ..
--

جُسورْ


(1)
رُبّ أشياءٍ أثقلتَ قلبي بها ، و تركتَني أتهادى على خَيطٍ مِن نور ،
إن حلّ المساءُ غرقتُ في لجّة حنينْ . .
مضيتَ و أنتَ تجرّ ورائكَ بركة النورِ، فادنو يا عزيز. .
بُعدك ينضح مِن رؤوس أصابعي شلالات حزنٍ تملأ سمائي دمعاً
لا أملك إلا أن أنشّفه و أعصرَ ما نضح منكَ إلى قلبي مرّة أخرى . .
(2)

أطوي الضِلعَ على الضلعِ لأُفسح لكْ ،
فمشّط أشواقاً تشابكت بين أضلاعي
و غنّي لي ، يا أنشودة الوردِ في مفاصلي . .
(3)
هاتِ يديكَ و لنغزل لنا بين المسافاتِ مدينة
هاتِ يديكَ و لنعجن لنا غير السماء التي تُبكينا . .
و سرب نورٍ ، سرب طيورٍ ، و أغانٍ تحتوينا . .

(4)
في مِحراب شوقي إليك ، أتلو بعض حنينْ . .
أجلسُ لأنسج الغيمَ بين يديكْ، و أتلو على قلبكَ صلواتٍ و دعواتٍ
كمكعّباتِ سكّر ، تذوب بيننا جسراً أخضراً . .